صلى الله وسلم على خاتم النبيين وعلى آله وصحبه والتابعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحبتي في الله
بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على سيد الخلق محمد بن عبدالله الهادي المهدي تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لايزيغ عنها الاهالك … الحمدلله الذي أمر بالبر ونهى عن العقوق .. الحمدلله على نعمه الكثيرة علينا وأهمها نعمة الاسلام .
أحبتي في الله .. مازالت تتوالى علينا المناسبات الدخيلة على مجتمعاتنا الاسلامية والتي لم يسنها لنا معلمنا وحبيبنا وشفيعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم …
عيد الأم …( ظاهره الرحمة وباطنه من قبله العذاب ) فماقصة هذا العيد وماحكمه ؟ جميعنا نعلم بأن هذا عيد الأم عادة من عادات الغرب وكم من الأعياد لديهم والتي للأسف الآن انتقلت الينا : عيد الميلاد وعيد رأس السنة وعيد الفصح وعيد الصليب وعيد الحب وعيد العمال ويوم المرأة ويوم الطفل وعيد الماء وعيد الشجرة وغيرها من الأعياد المخترعة .
ان من ينظر لواقع الأسرة في المجتمعات الغربية سوف يجدها أسرة مفككة .. مبتورة .. مقطوعة فلاترابط بين أفرادها ولاتراحم ولاتواصل ولامودة ولامحبة حتى وصلت القطيعة الى الأم وأبنائها والأب وأولاده والأخوة بعضهم مع بعض والأقارب والجيران فكلها علاقات مقطوعة ومبتورة الا نادرا .
وقد جرت العادة في الغالب لدى الغرب أن تلقى الأم عند الكبر في ملاجيء العجزة أودور المسنين أو تهجر في زاوية من زوايا بيتها المظلم ولايذكرها أولادها أو بناتها الاحين ابلاغهم بموتها فيذهبون الى قبرها ويلبسون الأسود ويضعون على قبرها أكاليل الزهور وكأنها لم تكن في حياتهم . ومن أجل ذلك تولدت لدى البعض منهم فكرة عيد الأم لعلاج هذا القصور وهذه القطيعة بين الأم وأولادها فخصصوا لها يوما في السنة من شهر مارس كي يحتفاوا بها ويزوروها ويقدموا لها الهدايا ففي هذا اليوم يذهب الأبناء الى مكان أمهم ان كان بدار المسنين والعجزة أو البيت المهجور الذي تربوا به وهم صغارا حاملين وردة بيضاء أو هدية تافهة مع ابتسامة نفاق ويجلسون مع أمهم متواضعين ومبتسمين وفي كل دقيقة ينظرون الى الساعة وحتى لم تتجاوز الساعة تركوها وانصرفوا الى ماكانوا عليه من القطيعة والعقوق انتظارا للسنة القادمة !! وعندما سئلت بعض الأمهات المسجونات في تلك الدور عن أمنيتهم فكلهن أجبن بكلمة واحدة ( الموت ) !!
يعتقدون بأنهم حين يبتدعون قد أصابوا ولايعلمون بأن الأضرار أكثر من المنافع لعل من أهمها : فيه ايلام كبير للنساء اللاتي لم يكتب لهن الانجاب , فيه دعوة لعدم الانجاب لعلم الآمهات والآباء بعقوق الابناء لهم , فيه ايلام كبير لمن فقدوا أمهاتهم , احساس من لايشارك بهذا اليوم بالذنب والتقصير , دفع الأبناء الى عدم الرغبة في الزواج !! ولذا نراهم في هذه المجتمعات يستبدلون به بالعلاقات الغير شرعية هذا وقد وصل عقوق الوالدين بالغرب الى من انقطعوا عنهم الأبناء الى اقتناء الكلاب أعزكم الله وغيرها من الحيوانات لاعتقادهم بأنهم أوفى وأبر من أبنائهم حتى أن البعض منهم أوصى بجزء كبير من ثروتهم وربما كلها بعد مماتهم لكلابهم وغيرها !! هذا وفي الفترة الأخيرة أوصت احدى النساء بأكثر من مليار دولار لكلبها الحبيب وبحوالي 4 مليارات دولار لمجموعة كلاب أخرى !!
أحبتي في الله هذه بعض مهازل حضارة الغرب التي أنبهر بها بعض المسلمين واستمتعوا استمتاعا كبيرا بتطبيقها دون النظر الى أين مكانة الوالدين في الاسلام ؟ فهل تحتاج الأم في الاسلام أن يخصص لها يوم واحد لنعبر لها عن محبتنا لها ؟ لقد وصانا الله تعالى بها وبرعايتها والاعتناء بها هي والأب طوال العام وفي كل زمان ومكان بقوله : ( وقضى ربك ألا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا ) الاسراء .
ان الأم المسلمة كل يوم هي في عيد وفرحة مع أبائها الكرام البررة الذين يجاهدون في سبيل ارضائها بشتى الوسائل والأساليب والصور فمنهم يوميا يقبل يدها ورأسها ومنهم من يقبل قدمها ومنهم يوميا يأتي لها بشيء يفرحها وهكذا …. لماذا ؟ لأنهم بعلمون أن طريق الجنة مرهون بحسن معاملتها وحسن عشرتها . فقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد أصحابه ببر أمه قائلا : ( الزم رجلها فثم الجنة ) وقد حذرنا سبحانه من العقوق والقطيعة للوالدين وخص عقوق الأم بمزيد من التحذير كما خصها بمزيد من البر لأن عنايتها بالولد أكبر وماينالها من مشقة في حمله واارضاعه وتربيته أكثر فقد جاء رجل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( يارسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال : أمك . قال : ثم من ؟ قال أمك . قال ثم من ؟ قال : أمك . قال ثم من ؟ قال أبوك ) فأعلموا ياأحبتي في الله بر الوالدين من أفضل الأعمال وأحبها الى الله حتى ولو كان الوالدان أو أحدهما على غير دين الاسلام حيث قالت أسماء رضي الله عنها : ( قدمت علي أمي وهي مشركة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم فاستفتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت : قدمت علي أمي أفأصل أمي ؟ قال : نعم صلي أمك ) ومن البر أيضا بر أصدقائهما وقرابتهما والتصدق والدعاء لهما وأعمال الخير على نيتهما حتى ولو بعد وفاتهما ... قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ان أبر البر أن يصل الرجل ود أبيه ) فهل يوجد أعظم من تلك الوصايا ؟ أخيرا يجب أن نعلم ان عيد الأم أو كما تم تغييره الآن الى عيد الأسرة انما كان في بلاد الغرب ردا على العقوق والجفاء والنكران المطلق للجميل وان هذا التقليد لايستحسنه الا من كان بعيدا عن شرع الله وكان في حياته وعلاقته مع والديه على مثل العلاقة الغربية الشاذة بالنسبة للوالدين من العقوق والجفاء !! لقد كان من اهداف الغرب هو القضاء على العقوق والقطيعة ولم يزد الأمهات ذلك الا مزيدا من الشقاء والتعاسة والأبناء الا مزيدا من العقوق والقطيعة !! اذا فاذا كانت كل تلك الحقائق عما يسمى بعيد الأم أو بعيد الأسرة تؤكد فشله فلماذا الدعوة اليه من قبل البعض والحرص الشديد عليه
أحبتي في الله لقد حذرنا الله تعالى حتى من التأفف منهم ماهي كلمة التأفف انها حرفين فقط ( أف ) ولكن الله تعالى حذرنا منهم لمكانة الوالدين في الاسلام بقوله تعالى : (وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا اما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما ) .الاسراء أبعد ذلك نتبع الغرب ونترك شرعنا ومنهاجنا كم منا بارا بوالديه وكم منا يدخل السرور على قلبيهم يوميا وكم منا يتذلل عندهم .
أحبتي في الله ... من كان والديه على قيد الحياة فليستغل ذلك ويصحح نفسه ان كان لديه أخطاء من ناحيتهم ( سمعت قصة لأحد المشايخ يقول انه حين كان يدخل على والدته رحمها الله كان يحبو الى أن يصل الى قدميها فيقبلهما فيسأله أخوته ماذا تفعل اليس صعبا ذلك يقول : ألم تسمعوا بأن الجنة تحت أقدام الأمهات ؟ انني أقبل الجنة وأرجو الله أن أفوز بها . لااله الا الله ) . ومن كان والديه في رحمة الله فليدعوا لهما دائما وان كان بمقدوره أن يعمل لهم الخيرات والصدقات بنيتهم فليبادر وله أجرين أجر الخير وأجر بر الوالدين وليصل أصحابهم وأقاربهم ..
عبرة .... وبشرى ... يروى أن أحد الأبناء كان يضرب أباه في السوق فقال له الناس : أتضرب أباك ...؟!! فقال لهم الأب : دعوه يصربني فاني كنت أفعل بأبي هكذا ... لا حول ولاقوة الا بالله فاحذروا يااخواني واعتبروا فكما نعامل والدينا سوف يعاملونا أبنائنا فالجزاء من جنس العمل ...
وقبل أن أختم وبما أننا نتكلم عن الوالدين وعن الأم لقد داب البعض ممن يخالفونك الرأي حين يضيق بهم الخناق بالنقاش لايجدون الا طريق الشتيمة وهذا مما حدث لي من البعض هدانا الله وهداهم الى الخير .... أحبتي من يريد شيئا حتى لو كان شتم مع ان هذا ليس من أخلاق المسلم فهاأنا هنا أما أن تشتم والدتي فوالله انه الجرح الذي من الصعب أن يندمل ان والدتي برحمة الله فلا يقربها أحد وهذا رجاء ورجاء ورجاء فبدل أن تدعوا بالرحمة لوالدتي تشتمها هل اقتربت منك هل خاصمتك وهذا ليس لي فقط انما للكل دعوا الوالدين بحالهم نحن هنا نتناقش نتعاضد نختلف لكن ندخل بالشتائم وخصوصا لوالدينا فهذا والله لايقبله لاالله ولا رسوله ولا المؤمنين والمسلمين . أسأل الله أن يرحم ويغفر لوالدي ووالديكم ووالدين المسلمين والمسلمات وأن لايخرجون من هذه الدنيا الا وهم راضين عنا وان زللنا وأخطانا بحقهم من غير قصد فتجاوز عنا ياأرحم الراحمين واجمعنا واياهم بالفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء ياأكرم الأكريم ... فان أصبت فمن الله وان أخطأت فمني ومن الشيطان
وهذا دعاء للوالدين فلا تبخل عليهما بالدعاء
اللهم يا ذا الجلال و الإكرام يا حي يا قيوم ندعوك باسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت,أن تبسط على والداي من بركاتك ورحمتك ورزقك اللهم ألبسهما العافية حتى يهنئا بالمعيشة , واختم لهما بالمغفرة حتى لا تضرهما الذنوب , اللهم اكفيهما كل هول دون الجنة حتى تُبَلِّغْهما إياها .. برحمتك يا ارحم الراحمين
اللهم لا تجعل لهما ذنبا إلا غفرته , ولا هما إلافرجته , ولا حاجة من حوائج الدنيا هي لك رضا ولهما فيها صلاح إلا قضيتها , اللهم ولا
تجعل لهما حاجة عند أحد غيرك
اللهم و أقر أعينهما بما يتمنياه لنا في الدنيا
اللهم إجعل أوقاتهما بذكرك معمورة
اللهم أسعدهما بتقواك
اللهم اجعلهما في ضمانك وأمانك وإحسانك
اللهم ارزقهما عيشا قارا , ورزقا دارا , وعملا بارا
اللهم ارزقهما الجنة وما يقربهما إليها من قول اوعمل, وباعد بينهما وبين النار وبين ما يقربهما إليها من قول أوعمل
اللهم اجعلهما من الذاكرين لك , الشاكرين لك ,الطائعين لك , المنيبين لك
اللهم واجعل أوسع رزقهما عند كبر سنهما وإنقطاع عمرهما
اللهم واغفر لهما جميع ما مضى من ذنوبهما , واعصمهما فيما بقي من عمرهما , و ارزقهما عملا زاكيا ترضى به عنهما
اللهم تقبل توبتهما , وأجب دعوتهما
اللهم إنا نعوذ بك أن تردهما إلى أرذل العمر
اللهم واختم بالحسنات اعمالهما..... اللهم آمين
اللهم وأعنا على برهما حتى يرضيا عنا فترضى , اللهم اعنا على الإحسان إليهما في كبرهما
اللهم ورضهم علينا , اللهم ولا تتوافهما إلا وهماراضيان عنا تمام الرضى , اللهم و اعنا على خدمتهما كما يبغي لهما علينا, اللهم اجعلنا
بارين طائعين لهما
اللهم ارزقنا رضاهما ونعوذ بك من عقوقهما
اللهم ارزقنا رضاهما ونعوذ بك من عقوقهما
اللهم ارزقنا رضاهما ونعوذ بك من عقوقهما
اللهم آمين اللهم آمين اللهم آمين
وصلى الله وسلم على خاتم النبيين وعلى آله وصحبه والتابعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

» بيان وجوب طاعة رسول الله "صلى الله عليه وسلم " فى القرآن والسنة معًا
» زوجاته "صلى الله عليه وسلم"
» اغضب فإن الارض يحييها الغضب / للشاعر فاروق جويدة
» الا رسول الله
» نصره رسول الله