هكذا يصنعون الارهاب

بعد ضرب مدرستها في غزة .. الأمم المتحدة تبريء الاحتلال الاسرائيلي من الجريمة

بـ"حسبنا الله ونعم الوكيل" وتنهيدات حارة ساخطة استقبل "أبو أنس الأشقر" نبأ تراجع الأمم المتحدة عن اتهامها لإسرائيل باستهداف مدرسة الفاخورة التابعة لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) شمال مدينة غزة في عملية قصف قتلت أكثر من 40 شخصا وأصابت أكثر من مائة بجروح متفاوتة.

الأشقر الذي بدا مذهولا قال لـ"إسلام أون لاين": "لن أنسى ما بقيت حيا ما حدث مساء الثلاثاء 6-1-2009.. كان تاريخا مؤلما.. الدماء تفجرت في كل مكان والأشلاء تناثرت في أروقة المدرسة".

ويستنكر الأشقر، الذي فقد ثلاثة من أقاربه في المجزرة، ما أعلنته الأمم المتحدة واستدرك بغضب: "يقولون إن القذائف سقطت بالقرب من المدرسة.. لقد اخترقت الصفوف والجدران.. لم نكن ننام في الخارج كنا في الداخل".

وبـ"استفهام" كبير يوجهه إلى الأمم المتحدة قال إبراهيم أحمد، أحد شهود العيان الذين كانوا في المدرسة لحظة تعرضها للقصف: "لماذا؟! هل خافوا من إسرائيل وارتعبوا من ضغطها؟! لقد كنا شهودا على دماء تفجرت وأجساد أطفال تناثرت هنا وهناك.. المدرسة كانت تؤوي أكثر من 350 شخصا.. القذائف انهالت عليهم بلا رحمة أو شفقة".

وأضاف: "ليتراجعوا في رواياتهم كما يريدون، دماء الصغار ستبقى لعنة تطارد كل الساكتين والصامتين.. وفي السماء عين لا تنام".

وكانت منظمات حقوقية فلسطينية قد رصدت قصف المدرسة خلال الحرب الإسرائيلية على غزة، وقال المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان في شهادته إن قوات الاحتلال "استهدفت المدرسة عمدا؛ وهو ما يشكل جريمة حرب وفق قواعد القانون الدولي".

وبررت حكومة الاحتلال وقتها قصفها المدرسة بأنها جاءت ردا على استخدامها في تنفيذ هجمات ضد إسرائيل، وأن إحدى القذائف أخطأت هدفها وأوقعت العشرات من الضحايا.

أم رشاد، واحدة من شهود العيان، أكدت أن القصف استهدف المدرسة، وقالت إنها شاهدت أشلاء الأطفال تتناثر في ساحة الفاخورة.

وقالت بغضب: "القذائف سقطت على رءوس الأطفال النيام.. حسبنا الله ونعم الوكيل.. يُريدون أن تقتل إسرائيل وتنفذ مشروع إبادتها بحقنا دون أن يكون لها رادع.. الأطفال والنساء الشهداء استشهدوا داخل المدرسة وجثامينهم نقلت منها على مرأى من العالم.. الفضائيات نقلت هذه الصور، فليعودوا إليها".

وكانت الأمم المتحدة قد تراجعت عن اتهامها لإسرائيل باستهداف مدرسة الفاخورة التابعة لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين في جباليا شمال مدينة غزة.

وقال مكتب تنسيق الشئون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في نشرته الأسبوعية حول الوضع في غزة: إن "منسق الشئون الإنسانية يود أن يوضح أن القصف وعمليات القتل حصلت خارج المدرسة وليس داخلها".

وأضاف أن تقريره الأساسي الصادر في 6 يناير الماضي كان دقيقا في توضيحه أن القصف الإسرائيلي حصل خارج المدرسة التي تديرها (الأونروا)، لكن فيما بعد تمت الإشارة إلى "قصف مدرسة الأونروا في جباليا".

وقال مسئولو الأمم المتحدة: إن القوات الإسرائيلية قالت في البدء إنها ردت على إطلاق نار من داخل مدرسة الأونروا ثم تراجعت عن ذلك.

إسماعيل الأشقر، رئيس لجنة الأمن والداخلية في المجلس التشريعي، عبر عن أسفه عن تراجع الأمم المتحدة عن اتهام إسرائيل باستهداف مدرسة الفاخورة، وقال في حديث لـ"إسلام أون لاين" إن القصف كان واضحا واستهدف عشرات العائلات التي أوت للمدرسة هربا من نيران الموت.

وأوضح الأشقر أن تغيير موقف الأمم المتحدة جاء نتيجة لضغط إسرائيلي وأمريكي قوي، وقال: "هناك قناة فضائية خرجت تحمل اسم هذه المدرسة، ونشاط مكثف لمؤسسات حقوق الإنسان المحلية والدولية لمقاضاة قادة إسرائيل على جرائمهم.. هذا التحرك القوي والفعال جعل إسرائيل وحلفاءها يسارعون للضغط على الأمم المتحدة للخروج بهذا الموقف".

واستهجن الأشقر بشدة هذا التراجع، وقال: "كيف لهذه المنظمة أن تُساوي بين الضحية والجلاد.. أمينها العام بان كي مون جاء إلى غزة ورأى مقرات الوكالة المقصوفة والدمار الهائل.. إسرائيل لم تقصف الفاخورة فقط.. لقد أبادت كل غزة.. فلماذا تنحاز هذه المنظمة إلى إسرائيل وتُبرر جرائمها؟!".

ولفت إلى أن هذا الموقف وما قد يعقبه من مواقف مماثلة يعتبر مكافأة لإسرائيل على جرائمها وتبرئة لها، واستدرك: "بدل أن يكون موقفها فعالا وتسعى لمحاسبة الاحتلال تقول إن الهجوم وقع خارج المدرسة وهم من كانوا تحت حمايتها".

والفاخورة هي إحدى مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" التي قصفت يوم السادس من يناير الماضي بثلاث قذائف مدفعية خلال العدوان الإسرائيلي على غزة، مما تسبب في سقوط 43 شهيدا وأكثر من 100 جريح، بعد أن لجأت إليها عائلات فلسطينية كاملة للاحتماء من العدوان الذي أسقط في 22 يوما أكثر من 1400 شهيد.

تعليق

هكذا يفقد شباب الأمة العربية والأسلامية الثقة فى الامم المتحده ويصدق قول من يقول بانها صناعة لحماية فئة خاصة على رأسها إسرائيل . هكذا يصنعون الأرهاب
__________________